دفع العوامل الابتدائية للتغيير

في ظل وجود الإمكانات العلمية والتكنولوجية المتقدمة، أعتبر أن التحدي الأساسي للتنمية والتطوير لأي منحى من مناحي النشاط البشري هو القدرة على توليد الدفعة الابتدائية لهذا التطوير. أشعر أن دراسة هذا الأمر ذات أهمية.

شاهدت مؤخراً محاضرة لإقبال قويدر في مؤتمر تيد، وهي ذات صلة بهذا الموضوع لاسيما الجزء الثاني.

حيث كان الجزء الأول حول قضية لا تقل أهمية، وهي أهمية الانطلاق من المجتمع المراد تطويره، وهو ما يعبر عنه بالعبارة: “Economics development of the people, by the people and for the people”.

وانطلاقاً من هذه الفكرة يتحدث عن معضلة الدفعة الابتدائية التي أشرت إليها والتي تواجهنا عندما نفكر بهذه الطريقة. ويتحدث عن الأساليب التي حاول اتباعها من أجل التغلب على عوائق إدخال الهواتف المحمولة إلى بنغلادش. يقدم أفكاراً عميقة في هذا المجال.

أهم ما يمكنني ان أذكره هو:

  • تحويل الوسيلة إلى هدف، من خلال تحويل الجوال إلى بقرة (يجب أن تشكرني على هذا التشويق)
  • وحل مشكلة التكلفة العالية للبداية من خلال المشاركة
  • ليس من الضروري البدء بالمشاكل الملحة أو المتداولة أو ما أسميه المشاكل من الرتبة الأولى التي يمكن حلها بطريقة التفافية، من خلال حل مشاكل الرتبة الثانية (من الأمثلة المشابهة على هذا الموضوع مشروع حاسوب محمول من أجل كل طفل فقد يكون أسلوباً للتنمية أكثر نجاعة واستدامة من مشاريع تأمين الأغذية على سبيل المثل)

هناك نظرية أخرى تصب في فهم كيفية توليد الدفعة الابتدائية، وهي نظرية انتشار المبدعات Diffusion of innovations. وإنجازها الأساسي أنها تقسم الناس حسب قدرتهم على تقبل المبدعات أو الأفكار الجديدة، والديناميكية التي يحدث فيها انتقال الأفكار بين هذه الفئات، والتوزيع الإحصائي لهذه الفئات.

أيضاً هناك ما أسميه بمتناقضة الغابة المطرية التي سأكتب عنها في تدوينة منفصلة إن شاء الله.